تسجيل الدخول
تملأ إصدارات تويوتا الأسواق محلياً وعالمياً، ولا نفكّر كثيراً بالخبايا والأسرار التي جعلت هذه الشركة اليابانية الصاعدة تتحول إلى إحدى أكبر امبراطوريات صناعة السيارات الموسومة بالجودة والموثوقية العالية، فما هي الأسباب وراء ذلك؟
صناعة النسيج: مرحلة اكتساب الخبرات
بداية تويوتا كشركة صغيرة خاصة بصناعة النسيج في فترة العشرينيات من القرن الماضي، كانت حجر الأساس الذي بُنيت عليه امبراطورية العلامة الحالية؛ إذ أن الخبرات المكتسبة في مجال الصناعة والتعرف على طبيعة السوق الياباني المحلي بدأت من تلك النقطة تحديداً.
إضاءة مهمة: ركزّت تويوتا منذ هذه المرحلة على أهمية الريادة والابتكار؛ حيث قام مؤسسها ساكيشي تويودا باختراع أول آلة للنسيج الآلي في العالم.
صياغة المبادئ والقيم: طريقة تويوتا الخاصة
العشوائية بعيدة تماماً عن طريقة العمل الجارية في مصانع ومنشآت العلامة، فكل فرد يعمل هناك يدرك أهمية الالتزام بمجموعة القيم والمبادئ التي نشأت عليها تويوتا وقامت بتطويرها مع مرور الزمن.
أولاً: مبدأ كايزن
لا تعرف قواميس تويوتا معنى للتوقف دون عمل وابتكار وتحسين، حيث يعتبر مفهوم «Kaizen»، الذي يعني التحسين المستمر، أمرًا أساسيًا لدى تويوتا بدأ معها منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تشجع هذه الفكرة الموظفين على جميع المستويات على البحث عن طرق للتحسين -مهما كانت بسيطة- مما يؤدي إلى تعزيز ثقافة الابتكار وتحسين الإنتاج كماً ونوعاً.
ثانياً: مبدأ TPS
تقوم هذه الفكرة على التأكد من فاعلية الإنتاج وجودته وتقليص حجم الخردة طوال عملية إنتاج السيارات؛ إذ يتم ذلك عبر نظام مصمم خصيصاً لضمان تدفق العمل وعدم توقفه، إلى جانب إجراءات تضمن عدم خروج أي قطعة من المصنع دون أن تكون مطابقة لمعايير الجودة المعتمدة، بالإضافة إلى الانتباه المستمر على المؤشرات التي ترصد المشكلات وتتعامل معها مبكراً.
ثالثاً: مبدأ JIT
تعتمد العلامة على مبدأ إنتاجي في غاية الأهمية يعرف باسم "Just-in-Time" والذي يهدف إلى تصنيع الكمية المطلوبة وفي الوقت المناسب؛ منعاً لإهدار الموارد وتقليلاً لتكاليف التخزين الباهظة.
الجودة: مفتاح نجاح العلامة
كيف تبني ثقة غير قابلة للتبدّل مع العملاء المختلفين حول العالم؟ تبدو الإجابة متسعة إلا أن "الجودة" تستطيع اختصارها في بضعة حروف، وقد أدركت تويوتا هذا الأمر مبكراً وعملت على جعله سمة مميزة لإصداراتها، وذلك من خلال تحفيز كل عنصر في منظومة الإنتاج للقيام بدوره على أكمل وجه؛ إذ يُسمح للعامل مهما كان مركزه بإيقاف عجلة الإنتاج عند ملاحظة أي خلل قد يؤثر على الجودة المتوقعة.
إضاءة مهمة: حصلت تويوتا على لقب أكثر علامات السيارات التجارية موثوقيةً لعام 2024 بحسب دراسة أجراها موقع J.D. Power الشهير.
بيئة محفزة على الإبداع
لا حدود للابتكار والإبداع في هذه العلامة التي تحتضن العاملين بها وتسمح لهم بالتفكير خارج الصندوق، بما يخدم تطوير تجربة المستخدم ورفع مستوى الإصدارات من كافة الجوانب، كل ذلك دون التنازل عن مبادئ وقيم تويوتا المعهودة.
إضاءة مهمة: أثبتت تويوتا بأنها حاضنة إبداعية متميزة بعد إطلاق "بريوس" كأول سيارة هايبرد إنتاجية في عام 1999، كما أنها مستعدة خلال الفترة القادمة للإعلان عن بطارية الحالة الصلبة التي سيتم استخدامها في الكثير من الإصدارات اعتماداً على موثوقيتها العالية.
التواجد العالمي: الحلم الذي أصبح حقيقة
التوسع العالمي الذي بدأته العلامة في خمسينيات القرن الماضي واضعةً نصب عينيها السوق الأمريكي أولاً، آتى بثماره بعد الكثير من التحديات والصعوبات، حتى أصبح هذا الاسم لا يكاد يخفى على أحد في غالبية بلدان الشرق والغرب.
وقد اعتمدت العلامة اليابانية على استراتيجية معينة تقوم فيها بتعديل الإصدارات وفق احتياجات السوق المحلي الذي ترغب بالوصول إليه، وهذا ما عزز ارتباط الزبائن بالعلامة وإخلاصهم لها على مدى السنوات الطويلة.
إضاءة مهمة: تتواجد إصدارات تويوتا المتنوعة في أكثر من 170 دولة ومنطقة حول العالم.
فن التعامل مع الأزمات
تدفع تويوتا ثمن نجاحها الكبير، بالعديد من المطبات والصعوبات التي تواجهها أثناء الصعود إلى القمة، سواءً من بعض المشاكل التقنية التي تؤدي إلى استدعاء السيارات، أو تعرضها للانتقادات بسبب رفض التحول الكهربائي بالكامل واعتباره أمراً غير منطقي في هذه المرحلة، ويبقى السؤال كيف تتعامل العلامة مع أي أزمة تواجهها؟
- الاستجابة السريعة دون تردد
- الشفافية وعدم التهرب من تحمل المسؤولية
- التعلم من الخطأ وضمان عدم تكراره مجدداً
تستحق تجربة تويوتا الناجحة أن تتم دراستها مراراً وتكراراً في عالم الأعمال والريادة وقطاع السيارات تحديداً، ويمكنك بدورك أن تبقى دائم الاطلاع على أحدث أخبارها ومواعيد وصول إصداراتها المليئة بالابتكار والأصالة إلى أسواق المنطقة، من خلال هذا الرابط.
