تسجيل الدخول
شهد سوق المركبات في الأردن بشكل عام نشاطاً ملحوظاً خلال الربع الأول من العام الحالي، حيث ارتفع إجمالي عدد المركبات المستوردة بنسبة 28% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي وفقاً لبيانات صادرة عن الأردنية للمناطق الحرة والتنموية. ومع ذلك، سجلت السيارات الكهربائية في الأردن تراجعاً لافتاً خلال الربع الأول من عام 2025. فما هي التحدّيات التي تواجه هذا القطاع؟ وما هي الأسباب الرئيسية التي أدت إلى حدوث هذا التراجع؟
التراجع بالأرقام: ماذا تقول الإحصائيات؟
بلغ عدد المركبات المستوردة في الأردن خلال الربع الأول من عام 2025 نحو 36,851 مركبة، مقابل 28,871 مركبة في الفترة ذاتها من عام 2024، مسجّلةً ارتفاعاً ملحوظاً في حركة الاستيراد. إلا أن هذا الانتعاش لم يشمل كافة أنواع المركبات، مما يشير إلى بعض التحولات في توجهات الطلب داخل السوق المحلي.
وقد لاحظ خبراء السيارات تراجع سوق المركبات الكهربائية في الأردن خلال الربع الأول من عام 2025 بنسبة بلغت 45% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي. ومن ناحية أخرى، شهد سوق سيارات البنزين ارتفاعاً بنسبة 58% في الربع الأول من العام الحالي، بعد أن تم استيراد نحو 11036 سيارة بنزين، مقابل 6986 مركبة في ذات الفترة من العام الماضي.
ومن جهة أخرى، بلغ عدد سيارات الهايبرد المستوردة في الأردن ما يقارب الـ 6616 مركبة خلال فترة المقارنة ذاتها، مما يشير إلى ارتفاع ملحوظ بنسبة 37% مقارنة بذات الوقت من العام الماضي.
توقف استيراد سيارات الزيرو في الأردن
أوضح ممثل قطاع المركبات في هيئة مستثمري المناطق الحرة، جهاد أبو ناصر، أن استيراد سيارات الزيرو إلى المملكة قد توقف بشكل شبه كامل بعد رفع الضرائب على السيارات الكهربائية التي تتجاوز قيمتها 10 آلاف دينار. ونتيجة لذلك، زاد الإقبال على السيارات الكهربائية التي تقل قيمتها عن 10 آلاف دينار، والتي أصبحت تشكّل 90% من حجم الاستيراد بعد أن كانت لا تتجاوز ربع السوق، مما قلّص الخيارات المتاحة ورفع الطلب على السيارات المستعملة، مع توجه ملحوظ نحو السيارات الكهربائية ذات الأسعار المنخفضة.
مستقبل المركبات الكهربائية في الأردن
يشهد مستقبل السيارات الكهربائية في الأردن حالة من الترقب، ولا سيما في ظل التحديات التي نشأت مؤخراً بما يتعلق بالأسعار والتعديلات الجديدة على ضريبة السيارات الكهربائية. وبالرغم من التوجّه العالمي نحو اقتناء السيارات الصديقة للبيئة، إلا أن ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية بشكل عام ساهم في تراجع الإقبال عليها محلياً، وتُشير الأرقام الموضحة أعلاه إلى أن استمرار هذا المسار قد يؤدي إلى تباطؤ وتيرة التحوّل نحو السيارات الكهربائية، ما لم يتم اتخاذ سياسات واضحة لدعم هذا القطاع في الأردن.
وأخيراً، يتضح لنا أن سوق المركبات الكهربائية في الأردن يمر بمرحلة دقيقة تتطلب العديد من الإجراءات والسياسات المدروسة، وذلك لمساعدة المستهلكين على التكيّف مع هذه المتغيرات. وقد بدأت الحكومة الأردنية بالفعل باتخاذ قرارات تخص هذا الاتجاه، كان آخرها إطلاق 10 محطات مجانية لشحن السيارات الكهربائية في عدة مناطق مختلفة حول المملكة، في خطوة تهدف إلى دعم التحوّل نحو النقل المستدام وتعزيز ثقة المستهلك بهذا النوع من المركبات. ومع استمرار هذه الخطوات، قد يكون الطريق ممهّداً لانتعاش سوق السيارات الكهربائية خلال الفترة القادمة.
