ما هو السر وراء تسابق علامات السيارات نحو الإصدارات الكهربائية؟

سبتمبر 4، 2023، 4:21 م
ما هو السر وراء تسابق علامات السيارات نحو الإصدارات الكهربائية؟

تظهر السيارات الكهربائية في كل مكان مؤخراً، في الصفوف الأولى من واجهات معارض السيارات، خلال الإعلانات الجذابة على شاشات التلفاز والأجهزة الذكية، على طرقات الدول في القارات المختلفة، وهذه البداية فقط؛ إذ من المتوقع أن يصل حجم سوق السيارات الكهربائية في عام 2028 إلى تريليون و318 مليار دولار تقريباً.

في المقال التالي سنقف وراء الأسباب التي دفعت عمالقة صناعة السيارات ومن كانت لهم خبرة طويلة في هذا القطاع لجعل الإصدارات الكهربائية على رأس أولوياتهم في السنوات القادمة.

الكهرباء: مستقبل السيارات حول العالم

من المؤكد أن الإصدارات الكهربائية ستلعب دوراً حاسماً في مستقبل قطاع السيارات، وهذا لما نشهده من توجه عالمي نحو توظيف طاقة الكهرباء وتطوير البطاريات الكهربائية في إنتاج موديلات جديدة من مُختلف العلامات التجارية، ويعود السبب في ذلك إلى ما سنذكره تالياً:  

السياسات والتشريعات الحكومية

تعتبر المطالبات الحكومية بالاستعانة بالمحركات الكهربائية بدلاً من محركات الاحتراق الداخلي الدافع الأساسي وراء زيادة إنتاج الإصدارات المعتمدة عليها؛ حيث تقدم حكومات بعض الدول حوافز وإعفاءات ضريبية بهدف تشجيع المواطنين على اقتناء السيارات الكهربائية، كما تقوم بعض الجهات المسؤولة بالاستثمار في البحث والتطوير الذي يحاول رفع كفاءة وفاعلية السيارات الكهربائية بالإضافة لجعلها أقل تكلفة.  

خفض تكاليف التشغيل والصيانة

تقول الدراسات أن الشخص الذي يقرر اقتناء سيارة كهربائية يستطيع توفير 3,300 دينار أردني تقريباً طوال فترة امتلاكه للسيارة؛ وذلك لانخفاض تكاليف الإصلاح والصيانة مقارنةً مع السيارات التي تحتوي على محركات البنزين، وبشكلٍ عام تحتوي السيارات الكهربائية على قطع أقل وذلك لغياب المحرك وأجزاءه والزيت المستخدم فيه، والجدير ذكره أن أسعار الوقود سوف تستمر بالارتفاع في المستقبل مع انخفاض الموارد ومحدوديتها، مما يجعل السيارات الكهربائية خياراً ذكياً للتنقل دون الاعتماد على طاقة الوقود.

مساعدة البيئة على التعافي من آثار الانبعاثات الضارة

منذ أول رحلة أجراها الإنسان على متن سيارة تعمل بمحرك احتراق داخلي، بدأ في وضع بصماته من الانبعاثات الكربونية الضارة والتي ساهمت في تلوث البيئة عبر السنوات الماضية مما نتج عنه الاحتباس الحراري الذي نشهد آثاره في كل مكان حول العالم.

ويمكن القول أن الخروج بفكرة محركات الهايبرد والمحركات الكهربائية بالكامل شكّل نقطة تحول في تاريخ صناعة السيارات؛ حيث استطاعت الإصدارات الكهربائية المساهمة في نسبة 40% من خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون حتى هذه اللحظة.  

تخفيف حدة التوتر أثناء القيادة 

يقضي الإنسان المعاصر معظم يومه في القيادة على الطرقات ويترافق ذلك مع الكثير من التوتر والضغط النفسي، إلا أن السيارات الكهربائية مصممة بطريقة تجعل تجربة القيادة أكثر سلاسة وراحة؛ حيث لا تأتي مع ناقل حركة مما يعني تحقيق التسارع والوصول إلى سرعات قصوى دون وجود تعقيدات القيادة المعتادة في السيارات الأخرى.

كما أثبتت عدة دراسات أن سماع الصوت المرتفع الصادر من محرك الاحتراق الداخلي لفترات طويلة قد يسبب التوتر وارتفاع ضغط الدم، وهذا ما يجعل محركات السيارات الكهربائية التي لا يصدر عنها أي صوت الحل المثالي لهذه المشاكل.  

الابتكارات التكنولوجية

تدرك علامات السيارات أن عامل التكنولوجيا المتطورة في إصداراتها يمنحها خطوة متقدمة عن غيرها في هذا المجال؛ حيث تضيف تقنيات عديدة تهدف إلى ترفيه السائق والركاب إلى جانب أنظمة مساعدة السائق المتطورة التي تسهل تجربة القيادة وتمهّد الطريق نحو خاصية القيادة الذاتية بالكامل، بالإضافة لتطويع التكنولوجيا في جعل عمليات الشحن أكثر ذكاءً وسرعةً من السابق.  

عمالقة عالم السيارات اتجهوا للكهرباء

القليل من المتابعة لأخبار السيارات ستجعلك على دراية بالتحول الكهربائي الذي تخطط له الكثير من الأسماء الكبيرة في عالم صناعة السيارات، والتي لم يتخيل أحد رغبتها في خوض هذه المنافسة؛ حيث نرى علامة بنتلي العريقة مثلاً تسعى بأن تصبح كافة إصداراتها كهربائية بالكامل مع عام 2030، بينما تحاول علامات أخرى الموازنة بين هذا الاندفاع نحو المحركات الكهربائية وبين عملائها الذين اعتادوا على طبيعة محركات الاحتراق الداخلي مثل بي إم دبليو.

السيارات الكهربائية في الأردن: ما يحمله الحاضر والمستقبل

في خطوة مطمئنة وواعدة لمستقبل التنقل المُستدام في الأردن، صرحت مصادر مسؤولة بارتفاع حصة السيارات الكهربائية في السوق المحلي بنسبة 34.6% خلال الفترة الممتدة بين عامي 2018 و2022، كما أن هناك توقعات بازدياد الطلب على الإصدارات الكهربائية المستوردة إلى السوق الحرة بنسبة 68%، ويرجع السبب في التوجه الاستثنائي نحو هذا النوع من السيارات إلى ثبات أسعار البنزين دون وجود تحسن في الوضع الاقتصادي لدى المواطن، بالإضافة إلى خفض الرسوم الجمركية والضرائب المفروضة على من يقتنيها.

ينتظر السيارات الكهربائية مستقبل استثنائي من إنتاجات فاخرة تجمع كل ما يرغب به المستهلك خلال القيادة إلى جانب الأداء الآمن بيئياً، ويمكنك أن تتابع ما ستؤول إليه الإصدارات الكهربائية أولاً بأول عبر قسم الأخبار، من هنا.

مواضيع ذات صلة