ترتبط كلمة هايبرد في أذهاننا بموجة من السيارات الحديثة التي تحاول إنقاذ ما تبقى من الطبيعة والبيئة من حولنا، إلا أن لهذه الكلمة تاريخ يمتد لأكثر من 100 سنة ماضية مرت فيها هذه المحركات بعدة محطات وصعوبات وتطورات جعلتها على الصورة التي نراها عليها في يومنا هذا.
نطمح في هذا المقال أن نسير سوياً في خط زمني يتتبع بدايات فكرة الهايبرد مروراً بالحاضر المتطور الذي نشهده الآن ووصولاً إلى ما قد سيكون عليه مستقبل هذه السيارات في ظل المنافسة الصعبة مع السيارات الكهربائية.
البدايات: من الفكرة إلى التطبيق
نحن الآن في العاصمة النمساوية فيينا لعام 1899 حيث لمعت فكرة عبقرية في عقل المهندس الشهير فرديناند بورش وتمكن خياله من أن يصور له سيارة تعمل بمحرك هايبرد، بالاعتماد على محرك بنزين يعمل على إمداد المحرك الكهربائي الموجود عند العجلات الأمامية بالقوة.
وقد تم في حينها إنتاج 300 نسخة منه، إلا أنه مع بدء إنتاج سيارات فورد المعتمدة على محركات البنزين والتي تتوفر بأسعار رخيصة؛ وقد نتج عن ذلك تراجع إنتاج سيارات الهايبرد الجديدة بسبب أسعارها المرتفعة وأدائها الضعيف مقارنةً بالمنافسين، وقد استمر الأمر على هذا النحو لمدة 50 سنة تقريباً.
محركات الهايبرد إلى الواجهة من جديد

قد لا تصدق أن قرار سياسي خرج من أروقة الكونجرس الأمريكي كان السبب الرئيسي بإعادة فكرة محركات الهايبرد إلى الواجهة من جديد في عام 1960، وذلك بعد قرار الدول العربية المصدرة للنفط بقطع الإمدادات عن الولايات المتحدة الأمريكية تعبيراً لرفض وقوفها مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب عام 1973، مما أدى لرفع أسعار البنزين بشكلٍ كبير ودفع الحكومة للبحث عن حلول بديلة و الاستعانة بمحركات الهايبرد الصديقة للبيئة.
طوال 25 سنة لاحقة لهذا القرار، استمر الباحثون بإجراء الدراسات وصرف ملايين الدولارات على تطوير نظام الهايبرد، ومع ذلك بقي إنتاج السيارات المعتمدة على الهايبرد قليلاً للغاية إلى أن قامت علامة تويوتا بإطلاق طراز بريوس في اليابان لعام 1997 معلنةً دخول عصر جديد كلياً في عالم السيارات.
الولادة الجديدة

في عام 1999، أطلقت علامة هوندا أعداداً كبيرة من سيارة هوندا انسايت المعتمدة على نظام الهايبرد، ولكن الشهرة الحقيقية كانت من نصيب سيارة السيدان تويوتا بريوس بعد انطلاقها في الولايات المتحدة الأمريكية وتحقيقها لمبيعات أسطورية، مما جعلها نموذجاً يحتذى به للعديد من سيارات الهايبرد التي أنتجتها العلامات التجارية المختلفة بعد ذلك.
علامات فارقة في حكاية الهايبرد

- جنرال موتورز تستجيب لتشريعات الكونجرس الأمريكي بإعادة إحياء محركات الهايبرد وتقدم مفهوم سيارة XP-883 في عام 1969، إلا أنها لم تحقق أي نجاح ولم تصل إلى مرحلة الإنتاج
- الصين تقدم BYD F3DM كأول إنتاج ضخم من سيارة هايبرد قابلة للشحن الكهربائي في عام 2008
- شكلت سيارة ميتسوبيشي أوتلاندر القابلة للشحن علامة فارقة في تاريخ سيارات الهايبرد؛ حيث أن ظهورها في عام 2012 أعلن عن بداية تسلل نهج محركات الهايبرد إلى فئة الـSUV، وقد حققت مبيعات هائلة وصلت إلى 300,000 سيارة عالمياً منذ انطلاقتها وحتى عام 2022
- بورش 918 ومكلارين P1 ولا فيراري أصبحت أولى السيارات الخارقة التي تعمل بمحركات هايبرد في عام 2013، مقدمةً الأداء الأسطوري المعتاد من هذه السيارات الرياضية مع إنتاج أقل للانبعاثات الكربونية الضارة
مستقبل سيارات الهايبرد
يعتقد البعض أن السيارات الكهربائية قادمة لتحل مكان سيارات الهايبرد في الأسواق المحلية والعالمية، وبالرغم من احتمالية حدوث ذلك إلا أنه بالتأكيد لن يقع في أي وقتٍ قريب، إذ أن هناك مخاوف عديدة مرتبطة بالسيارات الكهربائية، مثل: طول مدى القيادة الذي توفره وقلة الأماكن المخصصة للشحن في داخل المدن وعلى الطرق الخارجية، وإلى أن تتمكن شركات السيارات من تقديم حلول متكاملة لهذه المشاكل ستبقى سيارات الهايبرد متواجدة في الأسواق جيلاً بعد جيل.
ويمكن الحديث عن علامة تويوتا تحديداً كمثال واضح على استمرارية إصدارات الهايبرد في الخطط المستقبلية؛ حيث تعد العلامة بعودة قوية لسيارات فئة السيدان الهايبرد والتي تقدم تجربة قيادة عالية الانسيابية واقتصادية في الوقت نفسه، كما لم تنسى العلامة اليابانية محبي السيارات الرياضية وتبشرهم بسيارة ذات محرك هايبرد وأداء لا يقاوم قادمة بحلول عام 2025.
في المرة القادمة التي تشغّل فيها سيارة الهايبرد الخاصة بك وتستعد للخروج إلى وجهتك، نأمل أن تتذكر التاريخ الطويل والحافل الذي مرّت به هذه السيارات حتى وصولها إليك، ويمكنك متابعة أحدث أخبار إصدارات الهايبرد من العلامات التجارية المختلفة، من هنا. ولا تنسى الاطلاع على كل ما يقدمه موقع موتري الأردن من أخبار وتقارير السيارات المحلية والعالمية.